نجتمع أنا و إخواني وأخواتي كل يوم جمعة من كل أسبوع في منزل والدي، حيث تقوم والدتي الحبيبة بتحضير طبق غداء مشبع بالحب والحنان لنا كالأيام السابقة عندما كنا صغارآ، لذلك نعشق هذا اليوم في الأسبوع، وكلما تقدمنا في العمر نعشقه أكثر وأكثر… ونجتمع معآ في منزل الأسرة الذي أعشق رائحته فله رائحة مميزة أعرفها جيدآ وكل غرفة من غرف المنزل لها رائحة خاصة بها لم تختفي، منذ كنت فتاة صغيرة ألعب بالدمى… نجتمع في هذا المنزل كما كنا صغارآ ونجلس ونتحدث مع والدي الحبيبان، وتأتي لحظات لا يكون في الغرفة إلا نحن الخمسة مع والدينا، ونضحك ونقول لبعضنا لنغلق الباب حتى لا ندع أحدآ آخر يدخل الى الغرفة ويذكرنا بأننا افترقنا وتركنا هذا العش الحنون وتوجه كل منا الى بناء حياته الخاصة…
وبالرغم من لهفتنا لهذا اليوم المميز في الأسبوع واشتياقنا للتحدث مع بعضنا البعض، وتفقد أحوال بعضنا البعض، تأتي لحظات كثيرة يكون الجميع فيها منهمكون بالنظر الى هواتفهم وليس في التحدث الى بعضهم… أو بعضهم يتحدث والآخر يحدق في جواله وأنا منهم طبعآ. والمشكلة أن هذه اللحظات ليست فقط لحظات اذا قمت بجمعها، فإنها سويعات أو ساعات… فهذا يدل أننا لا نعيش الجو بأكمله ولا نعيش اللحظة بأكملها ولا نشبع أنفسنا ببعضنا وبهذا الجو وكل ذلك بسبب ادماننا على الهواتف النقالة وتطبيقاتها. لذلك أشعر بأن مواقع التواصل الإجتماعي وتطبيقات الهاتف الأخرى تسرق أجمل لحظات حياتنا…